تحدث الدولي الجزائري ونجم نادي نابولي السابق فوزي غلام عن تجربته خلال شهر رمضان مع المدربين السابقين لنابولي، الإسباني رافا بينيتيز والإيطالي جينارو غاتوزو، مشيراً إلى أن المدربين دعما صيامه لشهر رمضان وقاما بالعديد من التغييرات في برنامج التدريبات والعمل اليومي من أجل تسهيل مهمة التزامه بفريضة الصيام.
ومن المعروف أن بعض الأندية والمدربين، خاصة في فرنسا، دائماً ما وقفوا في وجه اللاعبين الجزائريين خاصة والمسلمين على العموم بخصوص صيام شهر رمضان المبارك، كما حدث مع نجم "الخضر" جوان حجام قبل أزيد من عام مع نادي نانت الفرنسي والمدرب أنطوان كومبواريه.
بالمقابل تلتزم بعض الدوريات الأوروبية الكبيرة وأنديته ومدربوها بمساعدة اللاعبين المسلمين وتسهيل مهمتهم خلال شهر رمضان، على غرار ما يحدث في الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الألماني "البوندسليغا" والدوري الإسباني، في وقت يفرض فيه الدوري الفرنسي قيوداً شديدة على اللاعبين المسلمين في رمضان.
فوزي غلام يروي قصته مع بينيتيز وغاتوزو في رمضان
تحدث الدولي الجزائري السابق فوزي غلام عن تجربة صيامه شهر رمضان خلال مسيرته الكروية مع نادي نابولي الإيطالي، مشيراً إلى أن المدربين بينيتيز وغاتوزو ساعداه في الالتزام بفريضة الصيام وقاما بمواقف مؤثرة معه، على عكس ما يحدث في أندية ودوريات أخرى.
وقال غلام في تصريحات لشبكة "سكاي سبورت" بهذا الخصوص: "رمضان هو شهر الفرح والإيمان لجميع المسلمين. الدين جانب أساسي ومحوري في حياة المسلمين"، وأضاف: "بالنسبة لنا، رمضان هو الشهر الذي نشعر فيه بأننا أقرب إلى الله. خلال هذا الشهر ندرك الكثير من النعم التي أكرمنا بها الله".
وزاد: "من خلال الصيام نصل إلى توازن فريد في كل النواحي الجسدية والعقلية والروحية، ولهذا الجانب بالتحديد يمكن أن يتحسن أداء الرياضيين المسلمين في هذه الفترة من العام" وفسر: "إذا فكرت في أفضل لحظات مسيرتي، أتذكر تلك التي تزامنت مع رمضان، لقد كنت أسير مثل القطار السريع، وكانت بياناتي في التدريبات والمباريات أعلى من المتوسط".
وأوضح غلام: "هناك جانب أساسي آخر وهو كيف نختبر رمضان بالنسبة لأولئك الذين لم يجربوا عيش تفاصيله، ولكي أشرح لكم ذلك أريد أن أروي لكم قصة مرتبطة بتجربتي في إيطاليا"، وأردف: "عندما وصلت إلى نابولي، كان المدرب في ذلك الوقت رافا بينيتيز. وتزامن تراجع نتائج الفريق مع شهر رمضان".
وأردف: "عندما كنت شاباً لم أتحلَّ بالقدر الكافي من الثقة والوعي مقارنة بما أنا عليه الآن، لذلك قررت عدم إبلاغ المدرب بأنني في تلك الأيام سألتزم بفريضة الصيام، لكن بينيتيز استدعاني إلى مكتبه وأحضر كل أفراد الجهازين الفني والطبي، ثم طمأنني وأخبرني بأن النادي سيبذل قصارى جهده للسماح لي بعيش شهر رمضان بسلام وفي ظروف مثالية".
غلام: بينيتيز وغاتوزو وفرا لي كل الظروف لأصوم شهر رمضان
وتابع الظهير الأيسر والمحلل التليفزيوني حالياً حديثه، قائلاً: "في غرفتي، على سبيل المثال، تم إحضار ثلاجة وهو امتياز حقيقي، كما أظهر لي الجميع الاحترام والتعاطف. حتى أن الطاهي كان يستيقظ في الساعة الثالثة والنصف صباحًا ليطبخ خصيصًا لي ولكاليدو (كوليبالي)".
وأضاف: "العديد من زملائي، خلال النهار، تجنبوا الشرب أو تناول الطعام في حضوري، كانت تلك لفتات صغيرة من الإنسانية العظيمة التي تترك بصمات لا تنسى وتحدد الامتنان والارتباط بالنادي"، وأوضح: "بالنسبة لمدربي وزملائي كان الأمر لا يصدق. كما قلت وأكرر، يمكن أن يؤدي (الصيام) أيضًا إلى تحسين الأداء الفردي".
وختم غلام حديثه: "يجب أن أقول إنني كنت دائمًا محظوظًا جدًا في نابولي، لأن جميع المدربين سمحوا لي بالتعبير عن نفسي في أفضل حالاتي كرجل ومسلم ولاعب كرة قدم، فمثلا قام المدرب جينارو غاتوزو بتغيير أوقات التدريبات من أجلي، وهذه أشياء لا تُنسى، فهي تصنع الفارق على المدى الطويل، وبالتالي، تخلق روابط قوية في الرياضة كما في الحياة".
0 تعليق